ما الفرق بين {خالدين فيها} و {خالدين فيها أبداً} ؟

 ما الفرق بين خالدين فيها وخالدين فيها أبدا؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه أجمعين أما بعد: الفرق بين خالدين فيها و خالدين فيها أبداً يتفصل في: إذا كان المقام أو الكلام مقام تفصيل الجزاء، أو في مقام الإحسان بالثواب، أو الشدة في العقاب، نذكر أبداً، ويتبين ذلك في قوله تعالي في سورة النساء آية 57: وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا (57). فهنا تفصيل للثواب أو تفصيل جزاء المؤمنين في الآخرة فلهم أزواج مطهرة من كل ذنب، وندخلهم ظلاً كثيفا ممتدا في الجنة. فهذا تفصيل للجزاء وتحسين ثواب المؤمنين، لذلك جاءت "أبداً".

أما إستخدام خالدين فيها بدون أبداً فيكون عندما يكون المقام مقام اختصار، أي لا يوجد به تفصيل، مثل قوله تعالي في سورة النساء أيضاً آية 13: تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (13). فهنا لا يوجد تفصيل للثواب؛ لذلك ذكرنا خالدين فيها ولم نذكر خالدين فيها أبداً.

واعلم أن خالدين فيها أبداً ذكرت ثمانية مرات في أصحاب الجنة، وثلاث مرات في أصحاب النار؛ وذلك لرحمة الله سبحانه وتعالي بعبادة؛ لإن رحمته سبقت غضبه.

واعلم بأن إضافة أبداً ليس متعلقاً إذا كان الحديث عن أصحاب النار أو أصحاب الجنة.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.